Alaa Bayoumi Online

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات العلاء للعلوم والأحياء.

نأسف لتأخير تفعيل الأشتراك فى بعض الأوقات يرجى محاولة الدخول بعد فترة بنفس البيانات
لا اله الا الله تحيى القلوب وتغفر الذنوب
اللهم انا نسألك علماً نافعاُ وقلباً خاشعاُ ولساناً ذاكراً وعملاً متقبلاً ودعاء مستجاب
مصر فوق الجميع
اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمنا
اللهم اغننا بحلالك عن حرامك واغننا بفضلك عن من سواك
كل عام وأنتم بخير
جميع المواطنين متساوون فى الحقوق والواجبات فأدى واجباتك لتحصل على حقوقك ** مواطن مصرى **

مكتبة الصور


الطب الوقائى الإسلامى ـ الإستقامة Empty

    الطب الوقائى الإسلامى ـ الإستقامة

    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 67
    تاريخ التسجيل : 24/04/2010

    الطب الوقائى الإسلامى ـ الإستقامة Empty الطب الوقائى الإسلامى ـ الإستقامة

    مُساهمة  Admin الأحد مايو 02, 2010 1:17 am

    الطب الوقائى الإسلامى ـ الإستقامة 2n9cgb5

    الطب الوقائى الإسلامى ـ الإستقامة

    1 ـ غض البصـر
    2 ـ خفــض الصــوت
    3 ـ المشــي المقتصــد
    4 ـ الاعتدال في الغذاء









    1 ـ غض البصر
    يقول تعالى في كتابه الكريم: [ قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون، وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن] ( النور 30-31) فهل في غض البصر عن المحرمات أثرعلى صحة الإنسان ؟؟؟ إن العين هي الدرة الثمينة التي لا تقدر بثمن، وقد سماها الله تعالى الحبيبة والكريمة، كما جاء في حديث رواه البخاري والترمذي وابن حبان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله عز وجل قال: إذا أخذت كريمتي عبدي ـ وفي رواية حبيبتي عبدي ـ فصبر واحتسب لم أرض له ثوابا دون الجنة".
    وخلق العين من أعظم أسرار قدرة الخالق عز وجل، فهي برغم صغرها بالنسبة إلى كل المخلوقات من حولها، فإنها تتسع لرؤية كل هذا الكون الضخم بما فيه من سماوات وأراضين وبحار وكل المخلوقات. إنها عظمة الخالق البارئ المصور [ تبارك الله أحسن الخالقين ] وحاسة البصر تأتي في المرتبة الثانية من الأهمية بعد السمع، فيقول تعالى: [ إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا] (الإنسـان 2) والبصر مرآة الجسم، وآلة التمييز، وهو النافذة التي يطل منها على العالم الخارجي، ويكشف بها عن أسرار الأشكال والأحجام والألوان، وهو وسيلة الإنسان للإبصار والتفكر في خلق السماوات والأرض والكائنات بشكل عام [ قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة،إن الله على كل شئ قدير] ( العنكبوت 20)
    ولأن العين كما قلنا أغلى ما يمتلكه الإنسان، فإنه من الواجب عليه أن يعتني بها ويصونها ويدرأ بها عن أي سوء قد يصيبها، والعين تحتاج إلى قدر كبير من الأوكسجين ، والهواء الطلق يعيد إليها الحيوية والنشاط، لذا فإن السفر إلى المناطق المفتوحـة والنظر إلى البحر والجبال يريح العين ويجدد حيويتها، كما أنه من المهم جدا عمل تمرينات يومية لتنشيط العضلات المنظمة لحركة العين، مثلا يتم نقل تركيز النظـر من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار بالتدريج ثم العودة، والتركيز لأعلى نقطة في مجال الرؤيا ثم الهبوط لأسفل نقطة بالتدريج مع التكرار، والنظر إلى أعلى نقطة ثم الدوران بالنظر مائة وثمانون درجة والعكس، ومثل هذه التمرينات تحفظ صحـة عضلات العين وتبقيها مرنة. ويجب كذلك العناية بتنظيف العين دائما، وتناول الأغذية التي تقويها وتحفظها، كتلك التي تحتوي على فيتامين (أ) كالكبد والبقدونس والجزر واللبن وغيرها من الأغذية، ومن أهم الأمور التي تحفظ للعين صحتها وقوتها هو عدم استخدامها في معصية الله وهي النعمة التي أنعم علينا بها سبحانه وتعالى، كإرهاقها بالنظر والتحديق إلى البرامج والأفلام المثيرة في جهاز "التلفاز"، والله تعالى يقول في كتابه الكريم:[ إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا ] (الإسراء 36) فلا يجب على المسلم أن يصرف حواسه ويستهلكها فيما لا يرضي الله وفيما لا يفيد، فالتحديق بالبصر فيما يجلب الفتنة والشهوة للنفس الإنسانيـة شيء يتنافى تمـاما مع الفطرة السليمة التي فطرنا الله عليها، وقد روى الطبراني والحاكم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل: "النظرة سهم مسموم من سهام إبليس من تركها من مخافتي أبدلته إيمانا يجد حلاوته في قلبه".
    وقد ثبت علميا بالأبحاث والدراسات الطبية أن تكرار النظر بشهوة إلى الجنس الآخر وما يصاحبه من تولد رغبات جامحة لإشباع الغرائز المكبوتة، كل ذلك يفضي بالشخص إلى مشاكل عديدة قد تصل إلى إصابة جهازه التناسلي بأمراض وخيمة مثل احتقان البروستاتا، أو الضعف الجنسي وأحيانا العقم الكلي ، كما أثبتت بعض الدراسات الاجتماعية في المجتمعات الغربية أن عدم غض البصـر يورث الاكتئاب والأمراض النفسية، وأن التفسخ الأخلاقي والتحلل الجنسي فـي تلك المجتمعات إنما هي بعض من نتـائج عدم وجود دستور ديني أو قيود أدبية أخلاقية ينظم عمل هذه الحاسة النبيلة ويرشد استخدامها في الحياة بما يتوافق مع صحة الإنسان البدنية والنفسية، فحاسة النظر أقوى الحواس على الإطلاق من ناحية الاستجابـة للإثارة الجنسية، ومعنى أن يستخدمها الإنسان بلا وعي ولا نظام في النظر على كل مثير للشهوة فإن هذا يعني ببساطة أن صاحبها يبددها دون أن يدري، ويتبعها في هذا تبديد توازنه النفسي وبلا طائل يجنيه سوى توهم المتعة بما يرى.
    وخير علاج لمرض النظر الشهواني إلى الجنس الآخر هو تذكر الله في كل وقت، وتذكير النفس دائما أنه سبحانه وتعالى يرانا ولا نراه، فأين لنا بمكان يمكن أن نعصيه فيه دون أن يرانا ؟؟؟ أين هو هذا المكان ؟!! ولنتذكر فضل الله وثوابه عــلى من يغـض البصر خشية له سبحانه واتباعا لأوامره، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه أحمد والطبراني: " ما من مسلم ينظر إلى محاسن امرأة ثم يغض بصره إلا أحدث الله له عبادة يجد حلاوتها في قلبه "
    * يقول (س . أ) من إحدى المدن الساحلية: " كانت متعتي الوحيدة أيام شبابي في أوقـات فراغي وفي الإجازات الصيفيـة الخروج إلى الطرقات وإلى شاطئ البحر مع بعض أصدقائي والنظر إلى وجوه الجميلات من الفتيات والنساء المتبرجات، فكنت أشعر بمتعة كبيرة في بادئ الأمر، ثم ومع مرور الوقت تحولت هذه الهواية لدي إلى ما يشبه الإدمان حتى أني تأخرت كثيرا في الدراسة، وكانت صور النساء اللاتي تقع عليهن عيناي تنطبع في ذاكرتي ولا تفارقها في نومي واستيقاظي وأحلامي، وبدأت أحيا في عالم عجيب من اختلاط الواقع بالحلم".
    "وفي الجامعة فشلت في إقامة علاقة زمالة واحدة مع أية فتاة كباقي أقراني، وكان الزملاء يحذروني من أن زميلاتنا تلحظن نظراتي المبتذلة لهن. وازدادت حالتي النفسية سوءا وبدأت أتردد على الأطباء النفسيين وأعالج بالمهدئات حتى نصحني أحدهم بأن أتزوج بأي شكل"
    "وفعلا تزوجت وظن الجميع بي كما ظننت بنفسي أنى سأنتهي تماما من متاعبـي، وأفرغ رغباتي المكبوتة بشكل فطري طبيعي، ولكن هيهات، فقد فوجئت ببرود رهيب لدرجة لم أتخيلها أبدا. واسودت الدنيا في عيني وكنت أبكي كالأطفال فـي كل ليلة، وتحملتني زوجتي الطيبة ودعتني إلى العودة إلى الله معها، وقرأت لي في كتـاب الله ثم قرأت بعدها، وكأني عثرت فجأة على كنز لا يقدر بثمن، لقد كانت هذه أول قراءة واعية لي في حياتي لآيات القرآن الكريم"
    "مع مرور الأيام عاد الهدوء إلى نفسي مع الانتظام في قراءة القرآن والصلاة، وكان يوم قرأت في سورة النور [ قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ] يوما عظيما في حياتي، فقد أيقنت تماما أن هذا الكتاب لا يمكن أن يضعه إلا خالق هذا الكون، لقد أحببت الله كثيرا منذ ذلك اليوم، وازددت حبا لكتابه الكريم، ذلك الكتاب الذي تلمس حروفه وكلماته كل حنايا النفس البشرية فتوجهها إلى النور والطهر والاستقامة، وعدت مع طاعتي لله إلى حالتي الطبيعية. واليوم عندي والحمد لله من الأبناء أربعة والخامس في الطريق إن شاء الله"



    2 ـ خفض الصوت
    يقول جل وعلا في سورة لقمان: [ واقصد في مشيك ، واغضض من صوتك ، إن أنكر الأصوات لصوت الحمير ](19)
    والآية تتحدث عن نوع رفيع من الطب الوقائي، فهي تحث على خفض الصوت ومنع الضوضاء، ويضرب الله لذلك مثلا بصوت الحمير، وهو مثال يضع الضوضاء في مقامها اللائق بها ؛ ولو أن البشرية التفتت إلى هذه الآية العظيمة وراعت هذا الأمر الرباني في أمور حياتها لما أصبحت الضوضاء إحدى السمات الأساسية في أغلب بلدان العالم، حتى كادت أعصاب البشر أن يصيبها التلف والدمار من جراء هذا الصراخ والصخب المتواصل، فمعلوم أن هناك حدودا لتحمل الإنسان للضوضاء، فلو ارتفعت عن 55 ديسي بل ـ وهو وحدة قياس الصوت ـ لحدث توتر للأعصاب وضيق وتقلص في الشرايين، ولو بلغت 80 ديسي بل لتسببت في أمراض خطيرة بالقلب ولأثرت على السمع، ولو بلغت 110 ديسي بل لأحدثت تلفا كبيرا في الجهاز العصبي للإنسان، ولو وصلت إلى أضعاف هذا لتوفي الإنسان من فوره وذلك لتدميرها لخلايا الجهاز العصبي ، ولهذا كان عذاب الله لقوم ثمود عندما كذبوا نبيهم صالح عليه الصلاة والسلام أن أرسل عليهم الصيحة فدمرتهم جميعا، إلا نبي الله والذين آمنوا معه، وفي هذا يقول تعالى: [ فلما جاء أمرنا نجينا صالحا والذين آمنوا معه بـرحمة منا ومن خزي يومئذ، إن ربك هو القوي العزيز، وأخذ الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين) وقد أثبت العلم الحديث أن الضوضاء بشكل عام تسبب إجهادا ذهنيا وعدم التركيز وعدم القدرة على الاستيعاب والتعلم وتؤثر على درجة الأداء الذهني، كما أن الضوضاء الشديدة ترفع من ضغط الدم وتؤثر على الأوعية الدموية الصغيرة في القلب، وتؤدي إلى انقباضها مما يؤدي إلى الشعور بالصداع الشديد.
    وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره من يرفع صوته في الحديث أو النداء، سواء كان ذلك في البيوت أو المجالس، وقد كان أحد الصحابة جهوري الصوت لما في أذنيه من ضعف، وكان يكلم الرسول صلى الله عليه وسلم رافعا صوته بشدة فيتـأذى من صوته، وكان بعض الصحابة يرفعون أصواتهم لينادوا على الرسول صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله تعالى: [ يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون، إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى، لهم مغفرة وأجر عظيم، إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلـون ] (الحـجرات 2 ـ 4). وهكذا أنزلت آيات القرآن كسيف قاطع يقضي على سلوك جاهلـي ويحذر من الاستمرار فيه، ليقام المجتمع الإسلامي الجديد على أسس جديدة من الحضارة والمدنية التي لم يعرف التاريخ لها مثيلا، وقد دعا الإسلام إلى الصمت والهدوء والتفكر العميق في خلق الله، وفي هذا روى الترمذي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " عليك بحسن الخلق وطول الصمت فوالذي نفسي بيده ما عمل الخلائق بمثلهما "
    وقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة :" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت " وأوصى صلى الله عليه وسلم أبا ذر فيما رواه أحمد والطبراني: " عليك بطول الصمت فإنه مطردة للشيطان وعون لك على أمر دينك" وعن ثوبان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" طوبى لمن ملك لسانه ووسعه بيته وبكى على خطيئته" رواه الطبراني. وقد شاءت حكمة الخالق سبحانه وتعالى أن يجعل الصمت يوما عبادة للصالحين حين يتخلله التفكير فـي بديع صنعه في السماوات والأرض، فتغمر السعادة والسكينة روح الإنسان وكيانه، قال تعالى: [ فكلي واشربي وقري عينا فإما ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا ] (مريم 26)
    *قصة واقعية: " زوجني والدي من ابنة صديقه، تلك الفتاة الهادئة الوديعة التي طالما تمنيت أن أرتبط بها، رغم أني لم أرها إلا مرات قليلة عند زياراتهم لنا في بيتنا الكبير، كانت صغيرة السن يوم خطبتها، ولمست فيها حياء جميلا وأدبا رفيعا لم أره في فتاة من قبل، وبعد عدة شهور تم الزواج"
    " عشت معها عدة أيام في نعيم مقيم، وفي اليوم الخامس تقريبا وبعد أن انتهى الطعام الذي كان مخزنا لدينا فاجأتني بصوتها الهادئ أنها لا تعرف أي شيء عن الـطبخ، فابتسمت وقلت لها: أعلمك، فاختفت ابتسامتها وقالت:لا، قلت: كيف لا ؟ فكشرت وقالـت بحدة: لن أتعلم، حاولت إقناعها بهدوء بأهمية هذا الأمر ففاجأتني بصرخة مدوية كادت تصم مسامعي، أصابني ذهول شديد وأنا أراها تصرخ بدون توقف، أخذت أتوسل إليها أن تهدأ دون جدوى، ولم تتوقف إلا بعد أن هددتها بالاتصال بأبي، فعادت إلى هدوئها ورقتها "
    " لم يكن من الصعب أن أكتشف أنها كانت تدعي الرقة والوداعة، وأن صوتها هذا الذي كان سببا في إعجابي بها كان يخفي من خلفه نفيرا أعلى من نفير أي قطار "ديـزل" على وجه الأرض ، لقد أصبح كلامها كله لي أوامر عصبية متشنجة، ولم تعد تهـدأ إلا إذا هددتها بالاتصال بأبي، فتعتذر بشدة وتؤكد أنها لن تعود إلى هذه الأفعال. سألت والدتها عن أمرها هذا ؟؟؟، فقالت وهي تكاد تبكي إن ابنتها قد أصيبت بصدمة عصبية في طفولتها أفقدتها الاتزان وجعلتها تثور لأقل سبب، لم أقتنع ، وسألتها: لماذا لا تهـدأ ولا ترتدع إلا أمام أبي، فأخبرتني أنها منذ طفولتها كان كثـيرا مايــعطف عليـها ويـأتي لها بالحلوى واللعب ، ومن أيامها وهي تحبه وتحترمه أكثر من أي إنسان آخر. يا إلهي، إن والدي كان يعلم بحالتها ولم يخبرني، لماذا فعل أبي ذلك معي ؟؟؟"
    " قبل أن أفاتح أبي أني سأطلقها فورا قدر الله أن استمع في المذياع إلى حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيه: " إذا أحب الله قوما ابتلاهم، فمن رضي وصبر فله الرضا، ومن سخط فله السخط " ونزل الحديث على قلبي كالماء البارد في يوم شديد الحرارة، فعدلت تماما عن فكرة الطلاق، وفكرت أن هذه هي فـرصتي الذهبية كي أنول رضا الله جل وعلا بعد أن أذنبت في حياتي كثيرا، وقررت أن أصبر على هذه الزوجة عسى أن يصلحها الله لي مع مرور الوقت "
    " تحملت الصراخ الدائم في المنزل، وكنت أضع القطن في أذني فكانت تزيد من صراخها في عنادعجيب، هذا إلى جانب الضوضاء التي لا تهدأ في الشارع الذي نسكن فيه حيث يوجد أكثر من أربعة محلات لإصلاح هياكل السيارات، ولأن عملي يتطلب هدوءا في المنزل، فقد كدت أفقد عقلي أمام هذا السيل الصاخب من الضوضاء، ولكن كان دائما يمدني حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ـ الذي كتبته أمامي على الحائط بخط جميل ـ بشحنة جديدة من الهدوء والصبر، وكان ذلك يزيد من ثورة زوجتي.. وهكذا استمرت أحوالنا شهورا طويلة كاد أن يصيبني فيها صدمة عصبية أشد من تلك التي أصـابتها، أصبح الصداع يلازمني في أي وقت ، وأصبحت أضطرب وأتوتر جـدا لأي صوت عال ، ونصحني إمـام المسجد المجـاور لبيتي ألا أدع دعاء جاء في القرآن الكريم وهو "ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إمـاما" حتى رزقنا الله بطفلنا الأول، وكان من نعمة الله علينا في منتهى الهدوء لا يكاد يصدر منه صوت !!! بكاؤه حالم كأنه غناء، وكأن الله عـوضني به عن صبري خيرا. وفرحت به زوجتي جدا ورق قلبها وقل صراخها، وأيقنت أن همّي سيكشفه الله بعد أن رزقنا بهذا الابن الجميل"
    " والآن وبعد طفلنا الثاني تأكدت من تخلص زوجتي تماما من أي أثر لصدمتها القديمة، بل منّ الله علينا فانتقلنا من سكننا القديم إلى منطقة هادئة جميلة لا نسمع فيها ما كنا نسمعه " سلام قولا من رب رحيم " لقد ازداد يقيني أن الصبر على البلاء هو أجمل ما يفعله المسلم في هذه الحياة، وأنه السبيل الوحيد للوصول إلى شاطئ النجـاة .




      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مارس 28, 2024 7:30 pm